وذكر مقاتل بن سليمان وغيره أن يوم عاشوراء الذي نجى الله تعالى فيه بني إسرائيل [ من الغرق وكان يوم الإثنين ] (1) .
وحدث أبو صالح الهذيل بن حبيب الأزدي عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى { هل أتاك حديث الجنود } فرعون وثمود ، قال : قد عرفت ما فعل الله تعالى بقوم فرعون حيث ساروا في طلب موسى وبني إسرائيل وكانوا خمسة ألاف ألف وخمسمائة ألف فساقهم الله - عز وجل - بأجالهم إلى البحر فغرقهم أجمعين ، فمن ذا الذي يعصمني فيهم وفي هلاك فرعون وقومه آية عظيمة ، لأن فرعون الذي بعث إليه موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن في الفراعنة أعتى منه ولا أشد غلظة ولا أطول عمرا ، واسمه الوليد بن مصعب ، لما جمع السحرة لميقات يوم معلوم وهو يوم عيدهم يوم السبت لثمان خلون من المحرم ، قال مقاتل : كانوا اثنين وسبعين ساحرا اثنان منهم من أهل فارس وبقيتهم من بني إسرائيل ، ولما أن ألقى موسى عليه الصلاة والسلام عصاه بعد أن سحر الساحرون أعين الناس صارت العصا حية عظيمة سدت الأفق برأسها وحلقت ذنبها في قبة لفرعون ، وكان طول القبة فيما ذكره مقاتل سبعين ذراعا في السماء ثم إن الحية فتحت فاها فجعلت تلقم جميع كل شيء ألقوه من سحرهم ثم أخذها موسى عليه الصلاة والسلام فإذا هي عصا كما كانت ، فألقى السحرة ساجدين لله - عز وجل - ، قالوا : آمنا برب العالمين ، فقطعهم فرعون وصلبهم من يومه .
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء رضي الله تعالى عنهم .
Bogga 17