وسألته: عن رجل له جيران فساق يعلنون الشرب ويأتون المنكر فإن أنكر عليهم ساؤه وآذوه أيجوز له الكف عنهم قال: ينكر المنكر على من أتاه وإن ذلك خالفه وأسخطة وساءه إلا أن يتقي منه تقية أو يخشى منه مضرة أو بلية لقول الله سبحانه: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منه تقاة.
وسألته: عن رجل صلى خلف إمام مخالف أيقتدى بصلاته أم كيف يصنع قال: من صلى مع إمام لا يقتدا به لم يصل بصلاته وصلى صلاته لنفسه، وكذلك كان يفعل الصالحون من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله لأن المصلي إنما يصلي صلاته على عقده ونيته وعلى مهملة فإن صلى الصلاة بغير ذلك لم يكن له صلاة.
قال النبي صلى الله عليه: ؛لا يؤمن فاجر برا ولا أعرابي مهاجر ا«، وقال صلى الله عليه: ؛صلاتكم صلاة إمامكم إن صلى قاعدا فصلوا قعودا وإن صلى قائما فصلوا قياما وإذا لم تقبل صلاة الإمام لم تقبل صلاة من خلفه، وإنما يتقبل صلاة من اتقاه وخافه والتقوى هي الإيمان والبر والإحسان ولا ينسب الإيمان بحكمة ولا بإسمه إلا لمن عرف به، والمعرفة بذلك فلا تكون إلا بأحد الوجوه الثلاثة، إما بعيان لذلك ومشاهدة، وإما بأخبار متواترة مترادفة، وأما بخبر من ذي ديانة وثقة وطهارة وأمانة فمن لم تكن معرفة إيمانه بأحد هذه الوجوه الثلاثة الموصوفة لم تكن حقيقة إيمانة أبدا عند أحد بمعلومة ولا بمعروفة.
سئل: لأي معنى كره حف الشوارب، فقال: لما جاء في ذلك عندنا من الأثر ولما فيه من تشويه البشر ولكن يؤخذ أخذا وسطا لا مقصرا أو لا مفرطا فيه إن شاء الله ما كفى وأغنا.
وسألته: عن معنى: لا حول ولا قوة إلا بالله ? فقال: لا حول ولا زوال ولا انتقال ولا قوة يريد لا احتيال إلا بالله وبقوته لمن قوى أو حال في كل شيء من علمه فكل ما كان فيه من قوة لذلك أو عليه فبالله سبحانه كانت.
Bogga 62