156

Kashif Li Dhawi Cuqul

الكاشف لذوي العقول (تنظيم)

Noocyada

ومثل قوله تعالى : { أخرجت الأرض أثقالها }. فإسناد الإخراج إلى الأرض مجاز. إذ المخرج هو الله تعالى.

وقد يقع فيهما أي: في المفرد، والإسناد جميعا. كقولك لمن تحبه أحياني اكتحالي بطلعتك. أي: سرتني رؤيتك. فاستعمل الإحياء في السرور، والإكتحال في الرؤية. وهذا مجاز في المفرد. ثم أسند الإحياء إلى الإكتحال. وهو مجاز في الإسناد. لأن المحيي هو الله تعالى.

(( ولاستيفاء الكلام في ذلك )) أي: في الحقيقة والمجاز، وأقسامها، وما يتعلق بذلك، (( فن آخر )). وهو فن المعاني والبيان. فهذا الذي ذكره المصنف هو الذي يليق بهذا الفن، ومن أراد الإستيفاء فليرجع إلى ذلك.

(( وإذا تردد الكلام بين المجاز والإشتراك )). أي: إذا ورد لفظ يحتمل معنيين، وتردد بينهما، هل حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر؟ أو مشتركا بينهما ؟ (( حمل على المجاز )) في أحدهما، والحقيقة في الآخر. أي: يحمل على أنه مجاز في أحدهما، وحقيقة في الآخر.ولا يحمل على أنه مشترك. وذلك: كالنكاح. فإنه يحتمل أنه حقيقة في العقد، مجاز في الوطء. وأنه مشترك بينهما، أي: حقيقة فيهما. فيحمل حينئذ على أنه مجاز في الوطء، حقيقة في العقد. ولا يحمل على أنه مشترك بينهما. لأن المجاز أكثر وأغلب من الإشتراك. علم ذلك بالإستقراء. والظن يقضي بأن المفرد يلحق بالأغلب. ولأنه قد يكون أبلغ من الحقيقة. فإن قولك: اشتعل رأسي شيبا، أبلغ من قولك: شبت. ولأنه لا يخل بالفهم، إذ يحمل مع القرينة عليه. ومع عدمها على الحقيقة. بخلاف الإشتراك عند خفاء القرينة، فإنه لا يفهم منه شيء على التعيين. ولأن المجاز يكفي فيه قرينة واحدة. والمشترك لا بد فيه من قرينتين.

(( ويتميز المجاز من الحقيقة )) بأمور:

منها: أنه يتميز (( بعدم اطراده )) في كل ما يصلح له، كنخلة للرجل الطويل فقط. ولا يطرد في كل طويل، فلا يقال للجدار الطويل: نخلة. بخلاف الحقيقة. فإنها تطرد في كل ما تصلح له .

Bogga 139