92

Kashif Amin

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

هو الواجب الدائم الأول

وكل الملوك فملك له

وكل عزيز ذليل له

وليس له في الورى مشبه

تحير أهل النهى فانتهى

ولم يدركوا غير أن الذي

هو القادر العالم الحي محيي الخلا

سميع بصير خبير بهم

هو المنشيء الخلق من نطفة

ونوعهم فاستوى صنعه

فهذا ذكور وذا ضده

بوصف له مانع لبسه

وإلا فقد يتفق وصفهم

وفي ملكوت السما عبرة

فتلك النجوم لها زينة

مسيرة في بروج لها

وفيها سراج أضاء لنا

على قدر مشرقا مغربا

وفي القمر انظر فكم آية

فأوله مشبه أخسرا

وتسييره ثم تقديره

وتلك الجبال لها عدة

وفيها اختلاف لأحجارها

وفيها ثمار أعدت لنا

وفي البحر حوت على أصنافه

وماء السما على أنواعه

ففي الصيف مقدار حاجتنا

ومن بعد يأتي على نسق

هنيئا مريئا إلى تارة

ومن بعد يقطعه حكمة

وفي تارة برد نازل

وكم في السحاب وهيئاته

وفي الريح كم تلق من عبرة

شمال بشام صبا مشرقا

وكم نعمة في وجود لها

وفي الطير كم تلق من آية

وفي كل صنف ترى نغمة

وفي بعضها كل لون أتى

وفي فيضها في السما عبرة

وفي نسلها خالفت غيرها

فسبحان من كون الكائنات

فقل لابن سينا وقل لأرسطا

أيا معشر الفيلسوف الذي

أجبنا على سؤلنا إنكم

أعلتكم قصدت أنها

فكيف وذا الصنع في زعمكم

وهل قصدت بعده فاخبروا

وإن قصدت قبل أوحاله

وعدتم على قولكم علة

قدير عليم بلا مرية

ففي قولكم علة فرية

وإن قلتم ليس قصد لها

ولما انتهى سؤلنا هاهنا

زعمتم عقولا وأنفاسها

ونحن نعيد السؤال الذي

أتلك العقول وما بعدها

فواحدها كان كاف لنا

وإن قلتم موجب علة

وأيضا فهل بينها عندكم

فإن كان قلنا فما شأنه

وعاد الكلام وما بعده

ولما سبرنا بأفكارنا

علمنا الصحيح ببرهانه

وصح لنا أن إيماننا

وإن نازع الفيلسوف الشقي

فحمدا لمن كان تأييده

وصل وسلم ربي على

Bogga 104