Kashif Amin
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Noocyada
والجواب وبالله التوفيق: أما كونه لم يذكر بلفظه في القرآن، فلأنه لما كان معناه أنه لا يفعل القبيح ولا يخل بما يجب من جهة الحكمة، وقد ذكر سبحانه اتصافه تعالى بهذين المعنيين في الكتاب بما لا مزيد عليه استغنى عن ذكر لفظه كما استغنى عن ذكر كونه تعالى موجودا وكونه قديما للعلم الضروري المقتضى عن كونه خالقا قادرا عالما حيا غير محدث، وأما السر والنكتة في عدم ذكر لفظ هذا الاسم الكريم والاستغناء عن ذكره بما ذكر من معناه المراد وهو أنه لا يفعل القبيح ولا يخل بما يجب من جهة الحكمة، فلأن لفظ العدل لما كان في أصل اللغة من أسماء الأضداد كما ذكرنا في أول الباب يطلق تارة على الإحسان والإنصاف، وتارة على الجور والميل، حسن عدم ذكر اللفظ بذاته لاشتراكه بين المعنيين المذكورين سيما إذا علم الله سبحانه أن أهل الزيغ والضلال يجعلون ذلك طريقا إلى القدح في القرآن وذريعة إلى جواز أن الله يفعل القبيح، فهذا ما ظهر، والله أعلم.
Bogga 375