342

Kashif Amin

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

قلت: أما حكيم فقد وجد في كتبهم بمعنى متقن من الإحكام لا من الحكمة فهم يبالغون في نفيها عن الله لزعمهم أن في إثباتها إثبات الغرض وهو الفعل للمصلحة، ولا مصلحة لله لأنه غني، ولا للعبد في الدنيا لأن في التكليف عليه مشقة، ولا في الآخرة لأنه قادر على إيصال الثواب إليه بلا تكليف فلا مصلحة حينئذ في التكليف ولا حكمة فيه،ونحن نقول لهم: هذا مبني على أن فعل الطاعات وترك المعاصي ليس فيه أداء شكر المنعم، ومبني على أن شكر المنعم لا يجب، ومبني على أنه يصح الإبتداء بالثواب وفعله لمن لا يستحقه، والكل غير مسلم كما سيأتي تقرير كل من ذلك في موضعه.

سؤال: يقال قد وجد وصفه تعالى في القرآن بالحكيم وتسميته تعالى بهذا الاسم الشريف بما لا مزيد عليه، فأما وصفه تعالى وتسميته بالعدل، فلم لا يوجد في القرآن مع أنه من أجل الأسماء وأعظمها وأشرفها بلا تناكر، فما الجواب على ذلك وما هو السر والنكتة في عدم ذكره ووروده في القرآن كالحكيم؟

Bogga 374