فإنها وردت تلك الإشارة الكريمة ناطقة بالعقائد السليمة والصفات الفخيمة والشيم التي هي إن شاء الله بعبق فضائل الآل تميمة، وأنتم أولى من صفى مشاربها وكمل مناقبها وأكد الأقوال فيها بالأفعال، وقرن بين ذلك بين من لا يمكن افتراقه بحال، وسارع إلى تشييد أبنيتها الرفيعة المنال وهذا وقت [94/أ] أدائها وأوان فضائلها وحين اغتنامها، وسلك نظامها، وبدا عقدها وإبرامها، وقشع لثامها وتقطير رحامها، وفرصة اغتنامها فليكن ذلك الشرف الشريف والمجد المنيف قطب الرحا، وسيف الوجا وقبلة الإنتحا، ولتطرح ليت وعسى وتسويف صباح ومساء، وتعليل الحلول بالنسا فإنه شمس أفقها، وغيث برقها، ولسان صدقها، وعنوان حقها وميزان رفقها:
بسم الله الرحمن الرحيم
هل المجد إلا العزم والفتكة البكر
وتركك إرجاء الأمور إلى غد
ومن يتحير يزدد الشك عنده
وعقد صريمات الأمور مضاؤها ... وضرب العدا هبرا وطعنا لهم شزر
إذا لم يكن للأمر في تركها عذر
ولا ينتظم حتى الممات له أمر
بغير انتظار ما يجي به الفكر
كفى المرء عارا أن يعيش بذلة
كأن لزوم الذل شرع يدينه
أجدك إن المجد أكل وركضة(1)
وإنفاقك الساعات في عل أو عسى ... ويحكم فيه ناقص وله زبر
وليس عليه في طلاب العلا حجر
وترديد ألحان الأغاني والخمر
طويلا إلى أن ينقضي العام والشهر
أمان كأحلى من نيامك واذب
فما المجد إلا الكون في سرج سابح
وأن تلبس الفضفاضة الرعف خائضا
تشيد بنيان المعالي وتقتفي ... عليها إذا راعيتها ينفد العمر
يحف به من حولك العسكر المجر
غمار الوغى ما ردك الخوف والذعر
مآثر آباء كرام لهم ذكر
لهم فوق كل الناس عز ورفعة
أبوهم إذا الآباء تذكر هاشم
ومنهم علي والحسين وجعفر
ويحيى الهمام بن الحسين الذي له ... فما أن يساوي بحرهم أبدا بحر
وعبد مناف حين ينمون والنضر
وزيد ويحيى من علا لهم قدر
الحماسة ما بين الورى والندى الدثر
ومنهم إذا عد الكرام ابن حمزة أجل إمام يقتدي خلف به
Bogga 242