ذكر وقعة المقبل(2) وصفتها أنه كان في زراجة جماعة من الباشلية توابع الباشا وهم من خيار الجند، فكثرت الكتب من الباشا إلى الأمير سنبل [93/ب] في أرسالهم إليهم فأرسلوهم ليلا وأرادوا الإتصال بمحطة القبتين على حين غفلة، وقد احتالوا في ذلك فما شعر بهم أهل الطرقات والمراتب إلا وقد جاوزهم أولهم وبادروا مشمرين قبل أن تصلهم الغارة من عند مولانا الحسن رحمه الله من الأبيض ومن ذي يسان من عند الشيخ جمال الدين علي بن عبد الله الطير رحمه الله، فما وصلتهم الغارة إلا وقد كادوا يتصلون بمحطة القبتين في أطراف حرمان، وقد أوعب من في القبتين للقائهم فأدركوا من آخرهم فوق المائة النفر فقتلوهم وأخذوا منهم نحو سبعين رأسا ورمي بأكثرهم بيرا هنالك. ووصلت الرؤوس إلى مولانا الحسن رضوان الله عليه مع غارته فازداد يأسهم من الطريق.
وأما الأمير الحسين بن محمد فإنه بقي في بيت اللوذعي كما تقدم وكتبه إلى مولانا الحسن لا تزال، وقد قيل إن بينهما مكاتبة قديمة ومواصلة.
قال القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله عمره: إن الأمير المذكور كان مكاتبا للإمام -عليه السلام- ويعده بالموالاة وأبطأ على الإمام -عليه السلام-، فأمر إليه بهذا الكتاب وفي طيه هذا الشعر للسيد العلامة صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق الجحافي نيابة عن الإمام -عليه السلام-:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
ذو المجد الأثيل، والشرف الأصيل، والقدر النبيل، والحسب الجزيل والرتب العالية، والمقامات السامية الأمير الشهير، الماجد الخطير شرف الإسلام والمسلمين واسطة عقد الشرف الثمين الحسين بن محمد بن الناصر حسن الله أحواله وأحمد أقواله وأفعاله وأهدى إليه سلاما يتوالا وإكراما يتلالا ورحمة الله وبركاته إكراما وإجلالا، وبعد:
Bogga 241