199

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

ولما كان الإيمان مما ينطق به اللسان، ويعتقده القلب، حسن في الصفات { سميع }: من أجل النطق، و { عليم } من أجل المعتقد.

قوله سبحانه: { الله ولي الذين آمنوا... } الآية: الولي من: ولي، فإذا لازم أحد أحدا بنصره، ووده، واهتباله، فهو وليه؛ هذا عرفه لغة، ولفظ الآية مترتب في الناس جميعا، وذلك أن من آمن منهم، فالله وليه، أخرجه من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان، ومن كفر بعد وجود الرسول صلى الله عليه وسلم فشيطانه ومغويه أخرجه من الإيمان؛ إذ هو معد وأهل للدخول فيه، ولفظ { الطغوت } في هذه الآية يقتضي أنه اسم جنس؛ ولذلك قال: { أولياؤهم }؛ بالجمع؛ إذ هي أنواع.

[2.258-259]

قوله تعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبرهيم في ربه... } الآية: { ألم تر }: تنبيه، وهي رؤية القلب، والذي حاج إبراهيم، هو نمروذ بن كنعان ملك زمانه، وصاحب النار، والبعوضة، قاله مجاهد وغيره، قال قتادة: هو أول من تجبر، وهو صاحب الصرح ببابل، قيل: إنه ملك الدنيا بأجمعها، وهو أحد الكافرين، والآخر بخت نصر، وقيل: إن النمروذ الذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن فالخ، وفي قصص هذه المحاجة روايتان.

إحداهما: ذكر زيد بن أسلم أن النمروذ هذا قعد يأمر للناس بالميرة، فكلما جاء قوم، قال: من ربكم وإلهكم، فيقولون: أنت، فيقول: ميروهم، وجاء إبراهيم - عليه السلام -، يمتار، فقال له: من ربك وإلهك؟ قال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت، فلما سمعها نمروذ، قال: أنا أحيي وأميت، فعارضه إبراهيم بأمر الشمس؛ فبهت الذي كفر، وقال: لا تميروه، فرجع إبراهيم إلى أهله دون شيء، فمر على كثيب رمل؛ كالدقيق، فقال: لو ملأت غرارتي من هذا، فإذا دخلت به، فرح الصبيان؛ حتى أنظر لهما، فذهب بذلك، فلما بلغ منزله، فرح الصبيان، وجعلا يلعبان فوق الغرارتين، ونام هو من الإعياء، فقالت امرأته: لو صنعت له طعاما يجده حاضرا، إذا انتبه، ففتحت إحدى الغرارتين، فوجدت أحسن ما يكون من الحواري، فخبزته، فلما قام، وضعته بين يديه، فقال: من أين هذا؟ قالت: من الدقيق الذي سقت، فعلم إبراهيم؛ أن الله يسر لهم ذلك.

وقال الربيع وغيره في هذا القصص: إن النمروذ لما قال: أنا أحيي وأميت، أحضر رجلين، فقتل أحدهما، وأرسل الآخر، وقال: قد أحييت هذا، وأمت هذا، فرد عليه إبراهيم بأمر الشمس.

والرواية الأخرى: ذكر السدي؛ أنه لما خرج إبراهيم من النار، وأدخل على الملك، قال له: من ربك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت.

يقال: بهت الرجل، إذا انقطع، وقامت عليه الحجة.

وقوله تعالى: { والله لا يهدي القوم الظلمين }: إخبار لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته، والمعنى: لا يرشدهم في حججهم على ظلمهم، وظاهر اللفظ العموم، ومعناه الخصوص؛ لأن الله سبحانه قد يهدي بعض الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان.

قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها... } الآية: عطفت «أو» في هذه الآية على المعنى الذي هو التعجب في قوله: { ألم تر إلى الذي حاج }.

Bog aan la aqoon