198

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

وفيه: أنه إذا قرأتها حين تأوي إلى فراشك، لم يزل عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان؛ حتى تصبح، وخرجه الترمذي من حديث أبي أيوب في قصته مع الغول نحو حديث أبي هريرة؛ قال الغزالي ما معناه: إنما وصفت بكونها سيدة آي القرآن؛ لاشتمالها على اسم الله الأعظم، وهو الحي القيوم؛ قاله في «الجواهر»، وأسند صاحب «غاية المغنم في اسم الله الأعظم»، عن غالب القطان، قال: مكثت عشر سنين، أدعو الله أن يعلمني اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فأتاني آت في منامي ثلاث ليال متواليات يقول: يا غالب قل: يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا صادق الوعد، يا موفيا بالعهد، يا منجزا للوعد، يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت.

انتهى من «غاية المغنم».

[2.256-257]

قوله تعالى: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }: الدين، في هذه الآية: هو المعتقد، والملة، ومقتضى قول زيد بن أسلم أن هذه الآية مكية، وأنها من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف، وقال قتادة والضحاك بن مزاحم: هذه الآية محكمة خاصة في أهل الكتاب الذين يبذلون الجزية، وقوله تعالى: { قد تبين الرشد من الغي }: معناه: بنصب الأدلة، ووجود الرسول صلى الله عليه وسلم الداعي إلى الله، والآيات المنيرة، والرشد: مصدر من قولك: رشد؛ بكسر الشين، وضمها، يرشد رشدا، ورشدا، ورشادا، والغي مصدر من: غوي يغوى، إذا ضل في معتقد، أو رأي، ولا يقال: الغي في الضلال على الإطلاق، والطاغوت بناء مبالغة من: طغى يطغى، واختلف في معنى الطاغوت، فقال عمر بن الخطاب وغيره: هو الشيطان، وقيل: هو الساحر، وقيل: الكاهن، وقيل: الأصنام، وقال بعض العلماء: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت.

* ع *: وهذه تسمية صحيحة في كل معبود يرضى ذلك؛ كفرعون ونمروذ، وأما من لا يرضى ذلك، فسمي طاغوتا في حق العبدة، قال مجاهد: العروة الوثقى: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال ابن جبير وغيره: لا إله إلا الله.

قال: * ع *: وهذه عبارات ترجع إلى معنى واحد.

والانفصام: الانكسار من غير بينونة، وقد يجيء بمعنى البينونة، والقصم كسر بالبينونة.

* ت *: وفي «الموطإ» عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

" إن الوحي يأتيني أحيانا في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني، وقد وعيت "

قال أبو عمر في «التمهيد»: قوله: «فيفصم عني»: معناه: ينفرج عني، ويذهب؛ كما تفصم الخلخال، إذا فتحته؛ لتخرجه من الرجل، وكل عقدة حللتها، فقد فصمتها، قال الله عز وجل: { فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها } ، وانفصام العروة أن تنفك عن موضعها، وأصل الفصم عند العرب: أن تفك الخلخال، ولا يبين كسره، فإذا كسرته، فقد قصمته بالقاف. انتهى.

Bog aan la aqoon