195

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

قوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقنكم... } الآية، قال ابن جريج: هذه الآية تجمع الزكاة والتطوع، أي: وجميع وجوه البر من سبيل وصلة رحم، وهذا كلام صحيح، لكن ما تقدم من الآيات في ذكر القتال يرجح أن هذه النفقة في سبيل الله، ويقوي ذلك قوله: { والكفرون هم الظلمون } ، أي: فكافحوهم بالقتال بالأنفس، وإنفاق الأموال مما رزقناكم، وهذا غاية الإنعام والتفضل منه سبحانه؛ أن رزق، ثم ندب للنفقة مما به أنعم، وحذر سبحانه من الإمساك إلى أن يأتي يوم لا يمكن فيه بيع، ولا شراء، ولا استدراك نفقة في ذات الله تعالى، إذ هي مبايعة إذ البيع فدية؛ لأن المرء قد يشتري نفسه، ومراده بماله؛ فكأن معنى الآية أن لا فدية يوم القيامة، ولا خلة نافعة، وأهل التقوى في ذلك اليوم بينهم خلة، ولكنه غير محتاج إليها.

* ت *: وفي قوله: «غير محتاج إليها» قلق، ولا شفاعة يومئذ إلا لمن أذن له سبحانه، فالمنفي مثل حال الدنيا من البيع، والخلة، والشفاعة؛ بغير إذن المشفوع عنده، قال عطاء بن دينار: الحمد لله الذي قال: { والكفرون هم الظلمون } ، ولم يقل: والظالمون هم الكافرون.

[2.255]

وقوله تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم... } الآية: هذه الآية سيدة آي القرآن، وورد في الحديث؛

" أنها تعدل ثلث القرآن "

، وورد

" أن من قرأها أول ليله، لم يقربه شيطان "

؛ وكذلك من قرأها أول نهاره، وهي متضمنة التوحيد والصفات العلا، وعن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة:

" ما منعك أن تسمعي، ما أوصيتك به، تقولين، إذا أصبحت، وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

، رواه النسائي، واللفظ له، والحاكم في «المستدرك» على الصحيحين، وقال: صحيح على شرط الشيخين، يعني البخاري ومسلما. انتهى من «السلاح».

Bog aan la aqoon