سنة 216: فيها غزا المأمون فدخل الروم وأقام فيها ثلاثة اشهر
وافتتح عدة حصون وفيها توفي حبان بن هلال البصري في رمضان والعلامة اللغوي عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي عن ثمان وثمانين سنة له مصنفات عديدة والحوذة بن خليفة الثقفي أحد الأعلام روى لهما.
سنة 217: فيها دخل المأمون الروم فحاصر لولوة فلم يظفر بها،
وفيها كان الحريق العظيم بالبصرة حتى أتى على أكثرها، وفيها توفي شريح بن النعمان البغدادي وموسى بن دواد العبسي الحافظ شيعي، وفيها أو في حدودها قام ودعى الإمام محمد بن القاسم الطالقاني الحسني من الطالقان، وفيها توفي الشيخ أبو الحسن سعيد بن سعدة الأخفش تلميذ سيبويه وكان أكبر منه سنا وهو الأخفش الأوسط زاد في العروض بحر المتدارك والأخفش الأكبر هو عبد الحميد بن عبد المجيد الأصغر سياتي.
سنة 218: فيها امتحن المأمون العلماء بالقول بخلق القرآن وكتب
في ذلك إلى نائبه في بغداد وبالغ في ذلك وبعث إلى أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فأرسل إليه مقيدين، وفيها توفي المتكلم بشر بن غياث المريسي أحد مشائخ المعتزلة وكان من المرجية وعبد الملك بن هشام البصري النحوي الذي هذب السيرة عن ابن إسحاق، وفيها في رجب مات المأمون عبد الله بن هارون وله ثمان وأربعون سنة كان شيعيا عدليا أحسن من ولي من العباسية في الإحسان إلى أهل البيت ورويت عنه وكانت له طيبة وله شعر في مدح أمير المؤمنين وكان خمار يجتمع بالمغنيين على سلف أهله وخلافته عشرون سنة، وفيها ثار محمد بن القاسم وجاهد جيش المعتصم، وفيها وقعة طويلة وكان كثير التورع ولما قتل أصحابه رجلا بكى واعتزلهم ولم يجاهد، وفيها قام المعتصم محمد بن هارون الرشيد وبعد أخيه وكان كثير التورع على طريقة آبائه في اللهو والتجبر.
Bogga 57