نسله، وإن تعدى فبقدر ما لا يخرجه عن السنة، وليحذر عن الانهماك في مقتضيات قوتي الشهوة والغضب. لأنه يوجب الشقاوة الدائمة والهلاكة السرمدية . فالله الله في نفوسكم معاشر الأخوان أدركوها قبل أن تغرقوا في بحار المهالك، وتنبهوا عن نوم الغفلة قبل أن تنسد عليكم السبل والمهالك، وبادروا إلى تحصيل السعادات قبل أن تستحكم فيكم الملكات المهلكة، والعادات المفسدة، فإن إزالة الرذائل بعد استحكامها في غاية الصعوبة والمجاهدة مع أحزاب الشياطين بعد الكبر قلما يفيد الأثر، والغلبة على النفس الأمارة بعد ضعف الهرم في غاية الإشكال، إلا أنه في أي حال لا ينبغي أن تيأسوا من روح الله، فاجتهدوا بقدر القوة والاستطاعة، فإنه خير من التمادي في الباطل، فلعل الله يدرككم بعظيم رحمته.
ولقد قال الشيخ (42) الفاضل أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه وهو الأستاذ في علم الأخلاق، وأقدم الإسلاميين في تدوينه: " إني تنبهت عن نوم الغفلة بعد الكبر واستحكام العادة، فتوجهت إلى فطام نفسي عن رذائل الملكات، وجاهدت جهادا عظيما حتى وفقني الله لاستخلاصها عما يهلكها، فلا ييأس أحد من رحمة الله، فإن النجاة لكل طالب مرجوة، وأبواب الإفاضة أبدا مفتوحة " فبادروا إخواني إلى تهذيب نفوسكم قبل
Bogga 66