وأسألك بحقك على جميع خلقك وبحق الطائفين حول بيتك أن لا تميتنى حتى تولينى شرق الأرض وغربها، ولا ينازعنى أحد إلا أتيت برأسه، ثم جاء فجلس.
ثم قام عبد الله بن عمر حتى أخذ بالركن ثم قال: اللهم يا رحمن يا رحيم، أسألك برحمتك التى سبقت غضبك، وأسألك بقدرتك على جميع خلقك أن لا تميتنى من الدنيا حتى توجب لى الجنة.
قال الشعبى فما ذهبت عيناى من الدنيا حتى رأيت كل واحد وقد أعطى ما سأل، وبشر عبد الله بن عمر بالجنة (1).
أقول: لقائل أن يقول: ما الدليل على وجه البشرى؟ ولم أر أحدا من المؤلفين فى هذا المعنى ذكر شيئا مما يستدل به على ذلك ولا تعرض له فيما وقفت عليه. ويحتمل أن يكون أن يكون فى ذلك وجهان:
الأول: أن سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنه كان قد كف بصره بعد ذلك وقد وعد النبى (صلى الله عليه وسلم) من ابتلى بذلك بالجنة كما فى «صحيح البخارى».
الثانى: أن الثلاثة لما أعطوا ما سألوه كان ذلك أدل دليل على إجابة دعاء الجميع، إذ هو اللائق بكرم الله وسعة عطائه، وكان سيدنا عبد الله رضى الله عنه من الورع والزهد والصلاح بالمكانة التى لا تجهل كما فى مناقبه.
وفى «منهاج التائبين»: من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الركن اليمانى ليستلمه خاض فى الرحمة، فإذا استلمه غمرته الرحمة. وعنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «ما بين الركن اليمانى والحجر الاسود روضة من رياض الجنة».
فرع: استلام الركن اليمانى عندنا حسن وتركه لا يضر. لأنه (صلى الله عليه وسلم) كان يستلمه مرة ويتركه أخرى وهو الصحيح. كذا نقله الكرمانى من أصحابنا. وعن محمد أنه يستلمه ويقبل يده. وفى رواية عنه أنه يقبله. وعند الشافعى (رحمه الله) يستلم الركن اليمانى قولا واحدا.
Bogga 45