وَفَاءُ وَاجُب
وبين يدي القارئ العزيز صورة من صور التقدير الكريم، والغبطة الباهرة، والأخوة الكبيرة. كان المقدم للكتاب في طبعته الأولى وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بينما كان المحقق للكتاب معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر حصل يومها وقبل عام من تحقيق الكتاب على درجة التخصص (الماجستير) في الحديث وعلومه، وأخذ يعد العدة للعالمية (الدكتوراه).
واقترح الأستاذ "السيد أحمد صقر" بغبطة الأب وثقة الأستاذ على الأستاذ الدكتور (عبد العزيز كامل) أن يقدم الكتاب إن رأى فيه ما يستأهل تقديمه.
وتهلل الدكتور الوزير لتقديم العمل وهو الأستاذ الجامعي، واحتفى بالكتاب ومؤلفه ومحققه احتفاءًا برز فيه تخصصه الجامعي بقدر ما برز فيه حسه العلمي، وروحه الديني، بيد أنه كان تقديمًا فريدًا؟!.
لم يكن تقديمًا تقليديًّا، لا! ولم يكن تقديم مجاملة يعبر به عن واجب عُلْقة وطيدة لصديقه الحميم الأستاذ "السيد صقر" ومدرسته في التخريج والتحقيق، وإنما كان التقديم أسوة حسنه في التقديم وفي التقدير، وفي التعبير عن العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الأجيال خاصة بين أستاذ وزير لوزارتين وبين معيد يدرج بين مرحلتيه قبل أن يأخذ طريقه بين هيئة التدريس بالجامعة.
لقد كان تقديم الأستاذ الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف وشئون الأزهر -حينئذ- دراسة، كما كان درسًا، كما كان قيمة أدبية وعلمية استأهل منا اليوم أن يكون هذا التقديم له بعض ما يجب نحوه من وفاء، فما كان أحد يتوقع أن يأخذ هذا الكتاب طريقه من وزارة الأوقاف مرتين: مرة مقدمًا، والأخرى محققًا في طبعته الثانية.
وها نحن أولاء نزجي هذه الدراسة العلمية للكتاب، وهذا التقديم التقديري للتحقيق، تقديرًا للروح العلمية التي سطرته، والمشاعر الكريمة التي صاغته، ثم نهديه للقارئ الكريم تقديمًا لمثل، واعتزازا بعمل.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
القاهرة في:
غرة رجب ١٤٠٦ هـ -١٢ مارس ١٩٨٦ م
الدكتور محمَّد الأحْمدي أبُو النُّور
وَزِير الأوقافِ سَابقًا
1 / 30