وقوله سبحانه:
﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)﴾ (^١).
* * *
فليكن إخراج هذا الكتاب الجامع للعلم والحكمة، من نبع الوحي، ومَعين السنة تحية القدوم للمركز الدولىِ للسيرة والسنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالقاهرة.
* * *
وليكن هذا المركز -بدوره تحية مباركة للعالم الإسلامي، وخطوة طيبة تصافح بها مصر كلَّ يد تبني في صرح الإسلام ركنًا، وتوحد صفا، وتُعلي بناء، وترفع منارًا، وتحقق للمسلمين أملا، وتُنجز لهم عملا، وتضاعف لهم قوة، وتُثْري لهم حضارة، وتطوِّر لهم أداء، وتُسمِع لهم كلمة، وتفرض لهم مكانة!!.
ثم أما بعد:
فلقد طبع أول جزء من هذا الكتاب محققًا لأول مرة حيث أصدرته لجنة إحياء التراث الإسلامي بالأهرام الغراء مع ذكرى غزوة بدر من عام ١٣٨٩ هـ الموافق السابع والعشرين من نوفمبر عام ١٩٦٩ م ثم طبع الجزء الثاني بمطابع الأهرام كذلك في العام نفسه تم طبع الجزء الثالث بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة في غرة المحرم ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م ثم توقف عملنا في التحقيق لمهام علمية خارج مصر بجامعات أم درمان الإسلامية، والكويت، ثم لأعمال إدارية وعلمية داخل مصر عقب الأوبة من تلك الإعارات، كانت تسمح -فقط- ببعض الجهود مع الكتاب بين الحين والحين، حيث كانت تأخذ خطاها نحو التكامل رويدًا رويدًا.
وها نحن أولاء نبدأ بعون الله جولة أخرى مع هذا الكتاب، حيث نقدم جزأه الأول (^٢) في طبعته الثانية منقحة ومزيدة آملين أن يتوالى نشر أجزاء الكتاب لتتكامل في خمسة أجزاء إن شاء الله؛ حيث يكون مع الجزء الأخير منها: الفهارس التفصيلية، مع الاستدراكات والتصويبات، والتعقيبات التي قد تمس الحاجة إليها.
* * *
_________
(^١) سورة العصر: آية ١ - ٣.
(^٢) حيث كان الجزء يصدر بشرح عشرة أحاديث.
1 / 29