الزائف والدخيل، ويقدم للناس الرائق والأصيل، بما يوائم كل مستوى، وبما يواجه كل اتجاه، ويما ينفي عن الإسلام تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين.
وعمل كهذا سيكون له أبعد الآثار، في بعث الصحوة الكبرى في حياة المسلمين إيمانيًّا وحضاريًّا، علميًّا وثقافيًا، عسكريًّا واقتصاديًّا، سياسيًّا واجتماعيًّا.
* * *
وإذًا فلم يَكُ محض مصادفة أن يدعو سيادة الرئيس محمد حسني مبارك المؤتمر الرابع للسيرة والسنة الذي انعقد بمباركة الدولة وعونها في رحاب الأزهر وجامعته -إلى أن يتعاون علماء العالم الإسلامي في إخراج عمل موسوعي للسيرة والسنة يكون هو الأساس العلمي لما يؤمن المسلمون بوجوب أخذ أنفسهم بنهجه في العقيدة والتشريع وفي الأخلاق والسلوك.
* * *
إن إنجاز هذا العمل سوف يكون له -بإذن الله- أعمق الأثر وأطيبه في نفواس المسلمين وحياتهم: حكامًا ومحكومين، رؤساء ومرءوسين، سيما من آمنوا به، ودَعَوْا له، ونَدَبُوا إليه.
* * *
إن إنجاز هذا العمل واستحثاث الخطى له، واستنهاض الهمم نحوه، سوف يكون دافعًا أيَّ دافع للتقدم والنهوض، وسوف يكون مانعًا أي مانع من التخلف والجمود، وهو حين يواجه الحياة بروح الوحي الذي ينبغي أن يسري في كيانها، وحين يجابه الفكر المادي المعاصر باستقامة المنهج، وقوة الحجة، وكمال المثل؛ فسوف يكون نعم التعبير عما يشير إليه قوله ﷺ:
"الدين النصيحة" قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله والأئمة المسلمين وعامتهم" (^١).
ولما يوحى به قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (^٢).
_________
(^١) هو الحديث السابع في هذا الكتاب.
(^٢) سورة الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣.
1 / 28