العربية والبحوث الإسلامية على أن يتولى الإشراف على قسم السيرة النبوية بالمركز، وعلى أن يرأس مجلس إدارة المركز.
وكلا الأستاذين عَلَمٌ في تخصصه ودراسته، باقعة في علمه وثقافته، على الصعيدين: المحلي والدولي. الأمر الذي يغمرنا بالتفاؤل والثقة والطموح، أن يؤدي هذا المركز دوره بجهودهما، وجهود من سيعمل معهما من العلماء والخبراء، محليًّا، ودوليًّا في خدمة السيرة والسنة بما يسهم في تجلية حقائق الإسلام: عقيدة وشريعة، وخلقًا وسلوكًا، وبما يثري حقل التنمية في المجتمعات الإسلامية بِرِئَتَيْها: الروحية والمادية، وبما يهدي إلى النهج الأقوم في صياغة الإنسان السوي الذي يحسن استثمار مواهبه وطاقاته في الإفادة بما سخر الله له في السماوات وفي الأرض.
* * *
إن السنة هي المفسرة لأعظم كتاب يهدي للتي هي أقوم في العقيدة والتشريع والأخلاق والسلوك.
وإن سيرة الرسول ﷺ هي الكتاب الوحيد الذي نقرأ فيه التطبيق العملي، والذي نرى فيه الصورة المثلى للأسوة الحسنة لأكمل إنسان صاغه توجيه القرآن، وصنعه الله على عينه، وجمع فيه كمال الأنبياء من قبله، ثم أمرنا بالائتمار بأمره، والائتساء بهديه بمد أن أمره -هو- أن يقتدي بنوح وإبراهيم وداود وسليمان وإسحاق ويعقوب ومن بعدهم حتى يكون هو خلاصة المخلَصِين، وصفوة المصطَفْين، وحتى يستبين لنا لِمَ أمرنا أن يكون لنا فيه ﷺ الأسوة الحسنة، ولِمَ أخذ العهد على كل نبي ورسول لئن بعث في زمن أيٍّ منهم ليؤمنن به ولينصرنه، ولِمَ ينبغي أن نهتم -دومًا- بسنة النبي ﷺ وسيرته، أو بالمنهج الإسلامي وتطبيقه كأساس لتربية الفرد، وتنمية المجتمع، وتكوين خير أمة أخرجت للناس.
* * *
وعسى أن يوفق الله مركز السيرة والسنة في مصر -في أن يستوعب ما أمكنه الاستيعاب مصادر السيرة والسنة، القديم منها والحديث، المخطوط منها والمطبوع، المحقَّق منها وغير المحقَّق، ليبدأ -بفريقي العمل في المحيطين- جهادًا لا يعرف الكلل، ونشاطا لا يدركه الملل، وتعاونا مع مراكز السيرة والسنة في العالم الإسلامي مشرقه، ومغربه، ثم لعل الله أن يوفق الجميع في عمل موسوعي للسيرة والسنة، ينفي عنهما
1 / 27