Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
وأذنه وأنفه وفمه ماء منتنا؛ حتى لا يصير عنده أحد طرفة عين.
فأمر بجمع الأطباء، فعجزوا وقالوا: هذا أمر سماوي لا نقدر عليه.
فاشتد الأمر عليه وعلى الناس، فجاء واحد من العلماء إلى وزيره وقال: إن صدقني الأمير في كلامه عالجته، فأخذ بيده وحمله إلى الملك، وخلا به فقال له: هل نويت في هذا البيت شيئا؟
فذكر ما نوى.
فقال: هذا الذي بك من ذلك، إن صاحب هذا البيت قوي يعلم ما في قلبك وما في الأسرار، فأخرج من قلبك جميع ما هممت به.
ففعل وأخلص، فشفاه الله في الحال، وآمن بالله تعالى على دين إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، وخلع على الكعبة سبعة أبواب، وهو أول من كسا البيت، ودعا أهل مملكته وأمرهم بحفظها.
وخرج إلى يثرب وهي تبعة، فيها عين ماء ولا بناء فيها أصلا، فنزل على رأس العين مع عسكره، واجتمع العلماء، ورئيسهم ذلك العالم الذي أخبره بشأن الكعبة.
فقال أربعمائة نفر من العلماء من أربعة آلاف: لا نخرج من هذا الموضع، وإن ضربهم الملك وقتلهم، وخرجوا إلى الملك وأخبروه ببيعتهم.
فقال الوزير: لم اخترتم هذا؟
قالوا: لأنا قرأنا في الكتب: أن شرف الكعبة وشرف هذا الموضع بسبب نبي، يخرج يقال له: محمد صلى الله عليه وسلم، إمام الحق، صاحب القضيب والناقة، صاحب اللواء والمنبر، صاحب قول: لا إله إلا الله، مولده بمكة، وهجرته إلى ها هنا، فطوبى لمن أدركه وآمن به، ونحن على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا.
Bogga 333