Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
فهم الوزير أن يقيم معهم، فجاء الوزير إلى الملك وأخبره بقولهم، وأخبره أنه يريد المقام معهم.
فتفكر الملك أن يقيم هناك سنة رجاء أن يدرك محمدا صلى الله عليه وسلم، فأمر الناس أن يبنوا أربعمائة دار، لكل واحد منهم دار، واشترى لكل واحد منهم جارية وأعتقها وزوجها منه، وأعطى كل واحد منهم عطاء جميلا، وأذن لهم أن يقيموا، ولم يأذن للوزير أن يفارقه، وكتب كتابا وختمه بالذهب، ودفعه إلى العالم الناصح، وأمره أن يدفع الكتاب إلى محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركه، وإن لم يدركه دفعه إلى أولاده، وكان في الكتاب.
"أما بعد، يا محمد، إني آمنت بك وبكتابك الذي ينزله الله عليه، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربك ورب كل شيء، وبشرائع الإسلام، فإن أدركتك فبها ونعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي يوم القيامة".
ودفعه إلى العالم، وتركهم في ذلك الموضع، وهو مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ألف سنة، والأنصار بالمدينة من أولاد أولئك العلماء.
ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أراد كل واحد أن ينزل في داره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا ناقتي فإنها مأمورة» فبركت في دار أبي أيوب الأنصاري، وهو من أولاد العالم الناصح.
والأنصار كانوا ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وعلموا خروجه اختاروا ثقة يقال له: أبو ليلى، ودفعوا إليه الكتاب، وأخرجوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج من المدينة على طريق مكة، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبيلة بني سليم.
فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل، فدعاه، فقال: «أنت أبو ليلى؟».
قال: نعم.
Bogga 334