فالطمع في هذه المنزلة هو الذي يجر إلى الدنيا، وهذا جهل من فاعله فإن مطلبه الذي طمع فيه هو الذي يجر إلى الرياء، وهذا جهل من فاعله ؛ فإن مطلبه الذي طمع فيه لا يحصل له إلا مع الإخلاص ؛ لأنه متى لم يخلص خرج عن جملة المتصرفين عن أمر الملك القيوم، وحينئذ تنزع من قلوب الخلق مودته وهيبته، ويزرع فيها كراهته وبغضه، ولو أنه كتم ماكتم فالله تعالى به أعلم.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لو أن رجلا عمل عملا في صخرة لاباب لها ولاكوة ؛ لخرج عمله إلى الناس كائنا ماكان)(1) وهذا الخبر جامع لكل خير، مانع من كل شر.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل)(2).
وعنه عليه السلام أنه قال:(إن الرجل ليقوم في الليلة القرة، فيطهر فيحسن الطهور، ثم يدخل بيته، فيرسل ستره، فيصلي فتصعد الملائكة بعمله، فيرد عليهم فيقولون: ربنا إنك تعلم أنا لم نرفع إليك إلا حقا فيقول: صدقتم ولكنه يصلي ويحب أن يعلم به)(3).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(لايدخل الجنة مرائي)(4).
وقال عليه السلام:(مازاد من الخشوع على مافي القلب فهو رياء)(5).
Bogga 75