قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم لأصحابه:(ماتعدون الزنى فيكم ؟ قالوا: أن يزني الرجل بالمرأة فيخالطها. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل ليزني بالمرأة ولايخالطها، فقالت الصحابة: إنا لله وإنا إليه راجعون فكيف ذلك ؟ فقال: العينان تزنيان، والأذنان تزنيان، واللسان والقلب يزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان. فأقلقهم ذلك جدا فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فإن زنى العين النظر، وإن زنى الأذنين الإستماع، وزنى اللسان النطق، وزنى القلب التمني، وزنى اليدين البطش، وزنى الرجلين المشي، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج)(1) وصدق صلى الله عليه وآله وسلم فافهم هذا المعنى، واعمل به، واحترز من أعضائك، فهي الشاهدة عليك يوم القيامة، والله المحمود.
انفتاح باب الرياء
اعلم أن الرياء لاينفتح بابه، ولاتضل أصحابه إلا بسبب الطمع في العز والشرف، ولولا ذلك ماوقعت المرآة في الأعمال الصالحة، ولكنه قد ظهر أن الدخول في خدمة الملوك مما يشرف به المملوك، حتى إن الواحد يشترى في كونه خادما لبعض أمراء الملوك بالأموال العظيمة ؛ لطلب التعزر والتشرف بذلك، ولاشك أن الله مالك الملوك، وعظيم الشأن فخدامه المتصرفون عن أمره أعلى الأنام، وقد جعل الله تعالى لخدامه وعماله بفضله وكرمه هيبة في القلوب ومحبة عظيمة، حتى إن كثيرا من الملوك يتمنى أن يرى خدام الله تعالى الصالحين فيتمسح بآثارهم في الأرض، ولو ذهبنا إلى ذكر ماقد وقع من ذلك لطال الشرح.
Bogga 74