الآفة الثانية الشهوة
اعلم أن الشهوات مزرعة الهفوات، ومنتجة للعثرات، وداعية إلى الهلكات، والشهوة حكيك في النفس، وشرها يحمل على سلوك أرذل المناهي، فمن أطاعها أذلته وأضلته، ومن عصاها فعلى الخير دلته، فالهلاك بموافقتها، والنجاة بمخالفتها، وهي مولدة لحب الدنيا، والشغف بها، فلهذا حذر منها من هو أعلم بها ؛ لأن حب الدنيا رأس المعاصي وأساسها، وأميرها ونبراسها، وهو الذي به المد والقبض، والأخذ والرفض، لولا حب الدنيا القاطع للرقاب لسلم الناس(1) من العقاب.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (حب الدنيا رأس كل خطيئة)(2).
Bogga 71