وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله، وعن التدبر لكتابه، والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه، ذهبت به من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال)(1).
وكثير من أهل البدع إنما يعتمد على التقليد، وليس هو بتقليد الثقات أيضا، بل تقليد من لايوثق بدينه، وقبول الرواية منه لما يرويه.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)(2) وقد تقدم الشرح في وجوب تجنب الشبهات والوقوف عندها، وهي في الإعتقادات أعظم، فالمكلف إما أن يعلم قطعا بالأدلة الأربعة، التي هي العقل، والكتاب، والسنة المتواترة، والإجماع المعلوم، أو بأحدها صحت اعتقاداته فهذا من الناجين على حسب ما أخذها من حيث يجب أخذها.
وإما أن يعلم بطلانها وجب عليه الرجوع إلى اعتقاد الحق.
وإما أن لايعلم، واشتبه عليه وجب عليه التوقف والتفهم، والأخذ بالطرق الأربع، والإستعانة بأنظار الصالحين والمراجعة لهم، حتى يقف على الحق، فهذه طرق السلامة فافهم.
Bogga 70