وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(إن في الجسد مضغة إذا سلمت سلم الجسد كله، وإذا سقمت سقم الجسد كله، ألا وهي القلب)(1).
نعم وداؤه كثير وشفاؤه عسير، وهو مع التوفيق يسير، والتفصيل لجميع آفات القلب في هذا المقام يتعسر، ولايكاد يتيسر، على مانحن بصدده من قصد الإختصار، وسبيل العلاج فيها قد اندرس بالكلية ، وعلمه وعمله لغفلة الخلق عن صلاح انفسهم وإقبالهم على زخرف دنياهم وجرأتهم.
وأحسن مانذكره من ذلك ونشرحه مما عرفناه أنصح الخلق وأعرفهم، وأحكمهم وأشرفهم، فلا ينبغي أن نخبر بغير خبره، ولا أن نتبع غير أثره، فإنه معلم الحكم، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:(إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث، إما من شبهة في الدين ارتكبوها، أوشهوة للذة آثروها، أوعصبية لحمية أعملوها)(2).
فأنبأنا الصادق المصدوق أن الناس لايؤتون يوم القيامة إلا
من إحدى هذه الثلاث، فعلمنا أنها أمهات آفات القلب التي يتولد منها جميع القبائح في القلب وفي سائر الجوارح.
وفي هذا الخبر دلالة على ماذكرناه من أن أفعال الجوارح تصدر على حسب إرشاد القلب إليها فافهم.
[أمهات آفات القلب]
ونحن نتبع الرسول فنقول: أمهات آفات القلب ثلاث وهي: الشبهة والشهوة والعصبية.
Bogga 68