وعلى الجملة فأفعالك إنما تقع بجوارحك، وجوارحك رعاياك، و(كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)(1) بهذا أنبأنا الصادق المصدوق صلوات الله عليه وعلى آله، فاعمل لله بجهدك، وأوف له بعهدك لتكون عنده من الفائزين يوم الدين.
واعلم أن هذه الجوارح الظاهرة أنها إنما تعمل وتتصرف بحسب
مشورة القلب لها، وأمره لها، وهورئيسها، وإليه يرجع أمرها، وماوقع بغير علمه ولا أذنه فليس عليك فيه وزر، ولالك في فعله أجر ولابر، فلنشرع في شرح آفات القلب، فإنه اللب، ومن الله أستمد التوفيق لما يحبه، والعصمة عما يغضبه، وهو حسبي ونعم الوكيل.
القلب
اعلم أن القلب عضو شريف القدر، عظيم المحل، وليس في الأعضاء أعظم منه جلالة، ولاأرفع منه حالة، بل هو سيدها وأميرها، وهي المتصرفة عنه صغيرها وكبيرها، فلا تتصرف في طاعة إلا وهو فيها وزيرها ومشيرها، ولاتنهمك في معصية إلا وهو فيها معينها وظهيرها، وهو أصلح شي ء إذا صلح للجسد، وأفسد شي ء له إذا فسد.
Bogga 67