وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولاايمان لمن لاصبر له)(1).
وصدق فإن هؤلاء لو صبروا على ما أنالهم الله من البلاء، وقصدوا باب العلى الأعلى جل وتعالى، وتعززوا بعزه، ولم يستبطئوا رزقه، لتحققوا أنه تعالى لهم بمنزلة الوالد الشفيق، بل أبر وأرحم، وأنه تعالى لايمنع رزقه منهم إلا لما هو أصلح لهم.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في آخر كلام:(ولايحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل الله تعالى بمعصيته، فإنه لاينال ماعنده إلا بطاعته)(2).
والعجب كل العجب ممن يطلب لنفسه نفقة الشهر، بترك ملك لاينفد، ولاله قياس وصف، فهؤلاء لو قصدوا باب الملك الحق، ووثقوا بوعده، وصبروا على اختياره لمصالحهم، ولم يعلموه بما هو أعلم منهم لوجدوا في عطائه أكثر عطاء، ولتحققوا أن خدمه أشرف ملاء.
فمتى عرفت ذلك فأحذرك أن تمشي في معصية الله، وعليك أن تتعرف أعيان المعاصي، وتتفقه في الدين لتعمل في أمرك على اليقين، واجتهد أن لاتستعمل رجليك في شي ء من المحظورات كاليد، مما عدا المشي، من الضرب واللطم، وإن وقع باليد فمثله يقع بالرجل، وكذلك اللمس للعورات، وماليس بعورة من الغلمان للشهوة، فإن كان يقع باليدين فمثله يقع بالرجلين، فكن حزما في أمرك، متيقظا في فكرك.
Bogga 66