وقد كثرت معاملة السلطان لغير ضرورة، ولاصلاح دين في الأعصار الماضية والحاضرة من المتفقهة وعلماء السوء، حتى لايستنكر في الأغلب المشي إلى أبواب السلاطين، والأخذ عنهم، بل ولايستنكر في الأغلب الخروج معهم في جملة عساكرهم للقتل والقتال، ونجد ذلك كثيرا من المتفقهة وعلماء السوء، يخرجون مع عساكرهم، ويركبون معهم على دوابهم، ولايستقبح ذلك أحد منهم ولايسترذله، وربما كان الواحد يستنكر مثل ذلك الصنع، ثم يبتليه الله تعالى بالفقر والفاقة فلا يجد صبرا، فيزين له الهوى، ويوسوس له الشيطان أن يأتي إلى باب السلطان، ويقول الشيطان: امض لحاجتك فإن الله تعالى مايغضب على البقاع، ولتطلب منه أحسن الوجوه مايرد فاقتك ثم ترفضه، فيكون ذلك سببا لانهماكه من حيث لايشعر، إما بتكثير سواده، أوو موالاته، أو موالاة أهل موالاته، أوبطرح كثير من الأمور الواجبة لأجله في بعض مقاماته.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(إن أناسا من أمتى يقرأون القرآن، ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول لهم: لو أتيتم الملوك فأصبتم من دنياهم، واعتزلتموهم بدينكم ألا ولايكون ذلك أبدا)(1).
Bogga 65