أستاذه الذي يكرمه ويبجله، فثار لأستاذه ابنه شمس الدين عبد الرحمن «١» فوكل أمر الطوفي إلى بدر الدين بن الحبال «٢»،- أحد النواب- أو رجال الإدارة في تلك السنة- وسرعان ما أشهد هذا عليه بالرفض، وأخرج بخطه هجوا في الشيخين ... ثم مضت الحيلة في الطريق المرسوم فعزر الطوفي وطيف به ثم نفي إلى قوص وقيل: نفي إلى الشام، وكان قد هجا أهلها فتوجه إلى دمياط ثم إلى قوص ولقي بها جماعة من العلماء.
وبقي في قوص عدة سنوات ولم يتوان عن القراءة والاطلاع والتحصيل فقرأ الحديث وصنف كثيرا من الكتب حتى يقال: إن له خزانة كتب بقوص.
يقول كمال الدين جعفر الأدفوي «٣»:" كان كثير المطالعة، أظنه طالع أكثر كتب خزائن قوص" «٤».
واشتغل فيها بالتأليف فقد ألف فيها عددا من كتبه منها" الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية".
_________
(١) عبد الرحمن بن مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي ثم المصري، الفقيه المناظر الأصولي، ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة للهجرة، وسمع من والده وغيره بمصر، وبدمشق من جماعة منهم: ابن النحاس، وفي الاسكندرية من شهاب الدين أحمد القرافي. توفي بالقاهرة سنة ٧٣٢ هـ.
(انظر الدرر الكامنة ٢/ ٣٤٧، وذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٤٢٠ - ٤٢١).
(٢) محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي الفرج الحراني الحنبلي نزيل مصر، فقيه ولد بعد سنة سبعين وستمائة تقريبا، ناب في الحكم بظاهر القاهرة، وله شرح مختصر الخرقي، وغيره. توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة للهجرة. (انظر ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٤٤٢، وشذرات الذهب ٦/ ١٥٧).
(٣) جعفر بن ثعلب بن جعفر أبو الفضل، المؤرخ، وله علم بالفقه والفرائض والأدب، ولد بأدفو بصعيد مصر، وتعلم في قوص والقاهرة، توفي في القاهرة سنة ٧٤٨ هـ. (انظر شذرات الذهب ٦/ ١٥٣، والدرر الكامنة ١/ ٥٣٥).
(٤) الدرر الكامنة ٢/ ٥.
1 / 55