ثم رحل إلى الحجاز فحج وجاور في الحرمين سنة ٧١٤ هـ وقرأ بها كثيرا من الكتب ثم رحل إلى القدس فبقي فيها حتى توفي سنة ٧١٦ هـ.
ولم ينقطع عن العلم والتحصيل والتأليف وكان آخر مؤلف ألفه في بيت المقدس هو كتابه" الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية".
وللطوفي مشاركات أدبية. يقول العليمي- ﵀:" وله نظم كثير رائق وقصائد في مدح النبي ﵌، وقصيدة طويلة في مدح الإمام أحمد- ﵁ «١» أولها:
ألذ من الصوت الرخيم إذا شدا وأحسن من وجه الحبيب إذا بدا ثناء على الحبر الهمام ابن حنبل إمام التقى محي الشريعة أحمدا «٢» قلت: ومن مدحه له أيضا:
روى ألف ألف من أحاديث أسندت وحصلها حفظا بقلب محصل
_________
(١) أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الوائلي، أصله من مرو، وكان أبوه والي سرخس، ولد أحمد ببغداد ونشأ منكبا على طلب العلم، وسافر في سبيله كثيرا، وكان إمام المذهب الحنبلي ومن أشهر مصنفاته المسند. في أيامه كانت فتنة القول بخلق القرآن، سجن وعذب وجلد من أجلها، لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وخرج من السجن بعد أن قضى فيه ثمانية وعشرين شهرا سنة ١٢٠ هـ. توفي في عهد المتوكل سنة ١٤١ هـ.
[انظر صفوة الصفوة ٢/ ٣٣٦ - ٣٥٨، والأعلام ١/ ٢٠٣].
(٢) انظر الأنس الجليل ٢/ ٢٥٦.
1 / 56