(¬6) سورة العنكبوت آية رقم : 45 الفصل الأول : في كشف حقيقة المعروف والمنكر ،من حيث الإجمال : والمؤلف يذهب فيه إلى أن فرضيتهما تقوم بحجة السمع لا العقل، وأن الأصل الجامع في ذلك هو قوله تعالى:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان) (¬1) ، فالعدل هو اللازم المفروض والإحسان هو المندوب، وما اعترض بينهما فحسب اقترابه من أحدهما، وكذلك بالنسبة للمنكر فهو إما واجب الترك أو مكروه فعله، ويبين بأن الأصل في تقسيم المنكر هو قوله تعالى: ( وينهى عن الفحشاء والمنكر) (¬2) .
ثم يوضح معنى الفحشاء والمنكر، ويبين أقوال العلماء في ذلك كما ويشير إلى الإعجاز القرآني من أن الآية الكريمة شملت أحكام الأمر والنهي، وجوبا وندبا، وإجمالا وتفصيلا، وحسن نسق وتدرجا، وترتيبا، وخصوصا وعموما.
ويختم هذا الفصل بقوله:" وبهذا يعرف أن ما تعرضنا لذكره ليس إلا نموذجا للقياس، أو توضيحا لمهم يحذر منه الالتباس، وإلا فلا سبيل هنا إلى تفصيل جميع أبوابه" (¬3) .
الفصل الثاني : في بيان الآمر والناهي، والمأمور والمنهي :
وتناول فيه بأن كل قريب حاضر أحق بالأمر والنهي من كل بعيد غائب، ثم يقرر بأنه ليس لأحد أن يضيع نفسه لإصلاح غيره.
ويذكر الآمر والناهي بأخذ الحذر من أمراض النفوس، ومهلكات الأخلاق كالشح، والهوى، والإعجاب بالنفس، والحقد، والحسد والرياء، والكبر، وحب الثناء، كما ولا ينسى ذكر الدواء لهذه الأمراض والذي يتمثل في :إخلاص النصحية، والتواضع، وإصلاح النية واحتقار النفس، وحب الله، وأن التعاطي لهذه الأدوية واجب في خاصة النفس، وعلى سبيل الإرشاد والنصح بالنسبة للغير، مع مراعاة أحوال الناس، وأن يكون ذلك على سبيل التدرج.
الفصل الثالث: في المحتسب على الغير : ( وهو المباشر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر):
ويبدأ في هذا الفصل بتعريف المحتسب ، وحكم الاحتساب وبيان الشروط اللازمة لذلك.
¬__________
(¬1) سورة النحل : 90
(¬2) سورة النحل: 90
Bogga 64