فالإمام الأول هو : الله رب العالمين، لأنه: ( يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) (¬1) ، ولأنه:" ما أنزل الكتب ولا أهبط الأرواح الملكية ولا أرسل الرسل البشرية ولا جعل النبوة والعلم جميعا إلا لبيان أمره ونهيه" (¬2) .
وأما الإمام الثاني فهو : كتاب الله تعالى، لأنه:" ما أنزل إلا لإظهار كلمة الحق وإماتة الباطل" (¬3) ولأن : "كل آية منه شاهدة بثبوت هذا الأصل العظيم، وكذلك سائر الكتب السماوية (¬4) ".
والإمام الثالث : ملائكة الله" لأنهم أول من أمر ونهى من المخلوقين (¬5) " فكانوا رسل الله إلى أنبيائه.
والإمام الرابع : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لأن الحكمة من بعث النبي الأمر والنهي، وسيرتهم دليل على ذلك.
والإمام الخامس: هم الخلفاء الراشدون، ومن اقتفى أثرهم من أئمة المسلمين.
والإمام السادس : علماء المسلمين الأعلام.
والإمام السابع : المؤمنون جميعا، لأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
والإمام الثامن : صالحات الأعمال، بدليل قوله تعالى: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (¬6) .
الباب الثاني : فيمن يلزمه أو لا يلزمه، وهل يسع جهله أولا؟
وهذا من أهم أبواب الكتاب وأطولها ،قسمه إلى عشرة فصول، يتخللها عناوين فرعية، ومسألتان، ومقالتان، وهي بمثابة مباحث متفرعة من الفصول حسب منهج البحث العلمي الحديث.
¬__________
(¬1) سورة النحل آية رقم 90
(¬2) أنظر صفحة151، لعله أجاز إطلاق صفة : " إمام" على الله تعالى بناء على قول البعض بأن صفاته تعالى ليست توقيفية ، وهذا القول مخالف لما عليه جمهور العلماء.
(¬3) أنظر صفحة 152.
(¬4) أنظر صفحة 152.
(¬5) أنظر صفحة 152.
Bogga 63