ولا يقدح في ذلك اكتفاء البعض بذكر العنوان مختصرا، هكذا : "إغاثة الملهوف" فهي طريقة متبعة من قبل العلماء والباحثين عند ذكر العناوين الطويلة للكتب مختصرة (¬1) .
أما فيما يتعلق بنسبة الكتاب إلى الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي فالرواية فيه مستفيضة (¬2) ، كما أن المصادر تؤكد على ذلك، ولم يدع أحد نسبة الكتاب إلى غيره (¬3) .
ثانيا: محتويات الكتاب وترتيبه:
المقدمة:
صاغ المؤلف مقدمة كتابه على طريقة انتهجها بعض العلماء بحيث يتناولون فيها ذكر مصطلحات العلم الذي يكتبون فيه، يوظفونها بشكل فني جيد، يشد انتباه القارئ، ويعطيه من خلالها تصورا عن الموضوع الذي سيكتب فيه ، وكمثال يقول المؤلف في بداية مقدمته:
"الحمد الله الذي يأمر بالعدل والإحسان والمعروف، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي المخوف، قاصم رقاب من حاد عن شرعة الهدى بدوامغ الحتوف، واعد النصر والتمكين من قام بدين العزيز الرؤوف، جعل السيف مفتاح الجنة للمجاهد الأنوف، واشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فياربح البيع الموصوف، وصلاة الله وسلامه على من بمطلق الممادح موصوف ومعروف، الذي بعث بالسيف رحمة، فكانت الجنة تحت ظلال السيوف، وعلى آله وأصحابه الذين يتسع الأنس لهم والبشرى إذا تضايقت الصفوف" (¬4) .
لو تأملنا هذا النص لوجدناه حافلا بالألفاظ الدالة على موضوع الكتاب، مثل : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العدل، الإحسان، المعروف، الفحشاء، المنكر، البغي، واعد النصر، التمكين، السيف، الجنة، المجاهد، الرحمة.
¬__________
(¬1) أنظر : الخليلي، ( تمهيد قوعد الإيمان)، ج 7 ص29. والراشدي، ( قراءات في فكر الخليلي(6))، ص 143. والسالمي،( نهضة الأعيان)، ص 387.
(¬2) سمعت ذلك من عدد كبير من العلماء العمانيين
(¬3) الخليلي ( تمهيد قواعد الإيمان)، ج 7 ص29 . والسالمي، ( نهضة الأعيان )، ص 387. والراشدي، ( قراءات في فكر الخليلي(6))، ص143.
(¬4) أنظر صفحة 122.
Bogga 61