[ الصنف الأول ] :

((صنف)) يزعمون أنهم يخاطبون بأعظم مما خوطب به موسى بن عمران. كما يقول ذلك من يقول من أهل الوحدة والاتحاد. القائلين بأن الوجود واحد. كصاحب ((الفصوص))^(١) وأمثاله.

فإنَّ هؤلاء يدَّعون أنهم أعلى من الأنبياء ، وأن الخطاب الذي يحصل لهم من الله أعلى مما يحصل لإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، ومعلوم أن هذا الكفر أعظم من كفر اليهود والنصارى ، الذين يفضلون الأنبياء على غيرهم، لكن يؤمنون ببعض الأنبياء، ويكفرون ببعض.

[ الصنف الثاني ] :

و (( النوع الثاني)) من يقول إن الله يكلمه مثل كلام موسى بن عمران ، كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة والمتصوفة ، الذين يقولون : إن تكليم موسى فيض فاض على قلبه من العقل الفعال، ويقولون: إن النبوة مكتسبة.

[ الصنف الثالث ] :

و ((النوع الثالث)) : الذين يقولون : إن موسى أفضل ، لكن صاحب الرياضة قد يسمع الخطاب الذي سمعه موسی ؛ ولکن موسی مقصود بالتكليم دون هذا، كما يوجد هذا في أخبار صاحب ((مشكاة الأنوار))^(٢)، وكذلك سلك مسلكه صاحب ((خلع النعلين))^(٣)، وأمثالهما.