291

============================================================

فى الهوى اليسير فتطمع منك فى الكثير . ولا يرحين ذرعك بمقارفة صغير من الخطأ ، فان لكل عمل ضراوة . ومتى تعود تفسك القليل تعدل به إلى الكثير .

لا تبطل عمرا لك فى غير حق، ولا تضع لك مالا فى غير واجب، ولا تصرف لك قوة فى غير غناء، ولا تعدل رأيا لك فى غير رشد . وعليك بالحفظ (1) لما أتيت من ذلك بالحد قيه، وخاصة العمر الذى كل شيء مستفاد سواه . فان كان (2) لابد لك أن تشغل نفسك بلذة فلتكن فى محادثة العلماء وكتب الفلسفة والحكمة (2) فانه أيسر سرورك بالشهوات. ولست بالغا مبلغا إلا وإكبابك على ذلك ونظرك فيه بالغ منك ؛ غير أن ذلك يجمع لك ح آجل ب السرور وقمام السعادة، وخلافه مجمع لك عاجل العز ووخامة العاقية ؛ وإن أسعد الناس بهواه أدركهم لارشد منه . واياك والفخر لعلمك بالذى منه كنت، ومعرفتك بالذى إليه تصير.

ولا سبيل - إن كنت ذا نظر مع حملك فى البطن وكونك مما كتت منه وتركبك من الأشياء التى شأن كل مركب منها الانحلال والاثتقال [94 ب] من حال إلى حال والمثوى الذى تصير إليه ، حتى تكون بعد الوجود مفقودا، وبعد النمو منحلا - إلى العتو والفخر إذا كانا عنك زاثآلين . وإياك والكذب، فان الكذب لا يكون إلا من مهاتة النفس وسخافة الرأى وجهالة بعواقب مضرة الكذب على صاحبه . واعلم أن أقل منزلة الكذاب وما يحل به أن يقول (4) فلا يصدق، ثم يصير فى البعد من بغيته والانحياز عن قصده بمنزلة من أراد الشرق فتوجه إلى الغرب . وقد قال أو ميرس(5) : " ليس شىء أدنى منزلة من الكذب ولا خير فى المرء الكذاب" واعلم أن مرعة اثتلاف قلوب الأبرار حين يلتقون كسرعة اختلاط ماء المطر بالبحار . وبعد(2) الفجرة من الاتتلاف - وإن طالت معاشرهم - كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلاقها . واعلم أن بصلاح الأعوان والوزير يكون صلاح المال . فكن بصلاح المال معتمدا على صلاح الأعوان والوزراء، وكن ذا عناية بهم، واكتف بقليل منهم عن كثير ممن لا صلاح عنده، فان الحوهرة خفيفة المحمل ثقيلة المن، والحجارة فادحة (2) ص: كاد: (1) ص: اوتيت (3) ط : الحكمة والفلسفة(4) ص: يقول ان فلانا يصدق* (6) ناقص فى ص : (5) ط : اميرس

Bogga 291