3
وفي هذه السورة، سورة آل عمران، يتوجه الحديث حديثا معجزا إلى أهل الكتاب يعاتبهم لم يصدون عن سبيل الله من آمن، ولم يكفرون بآيات الله وهي هي التي جاء بها عيسى وجاء بها موسى وجاء بها إبراهيم، قبل أن تحرف عن مواضعها وقبل أن يوجهها التأويل بما تهوى أغراض هذه الحياة الدنيا ومتاعها الغرور. وفي كثير من السور توجيه للحديث على النحو الذي وجه به في سورة آل عمران. ففي سورة المائدة يقول الله تعالى:
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم * ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون .
4
وفي سورة المائدة كذلك يقول تعالى:
وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق .
5
إلى آخر الآيات التي نقلنا في تقديم هذا الكتاب. وسورة المائدة هي التي من بين آياتها الآية التي يحتج بها المؤرخون من النصارى، ويتخذونها دليلا على تطور موقف محمد منهم لتطور أحواله السياسية؛ إذ يقول تعالى:
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون .
6
Bog aan la aqoon