(إذ ردها صاف ورؤيتها ... أمنية وكلاهما غنم)
(خصانة قلق موشحها ... رود الشباب علابها عظم)
(هيفاء ممكور مخدمها ... عجزاء ليس لعظمها حجم)
(وكأن غالية تباشرها ... دون الثياب إذا صفا النجم)
(أظليم إن مصابكم رجلا ... أهدى السلام تحية ظلم)
هكذا البيت، واسمها "ظليمة" كما قال في أول الشعر، لا "ظلوم" كما ذكر "أبو محمد" فكان الذي سأله: لم نصب رجلا هو "يعقوب بن السكيت" في مجلس "الوائق"، وقال له "المازني": نصبته بمصابكم، فما فهنم عنه "ابن السكيت"، حتى قال له: هو مثل قولك: إن ضربكم رجلا من أمره كذا ظلم، فلما سمعها "الواثق" وعلم قصور "ابن السكيت" قال "للمازني": ألق عليه شيئا. فقال له "المازني": ما وزن "نكتل" من قوله ﷿: ﴿فأرسل معنا أخانا نكتل﴾ [يوسف: ٦٣]؟ . قال "ابن السكيت": وزنه نفعل. قال "المازني": أخطأت، إنما وزنه نفتعل، لأن أصله نكتيل، أعلت الياء، فلما سكنت للجواب سقطت لالتقاء الساكنين. فقال له "الواثق": أقم عندنا، فاعتذر له فعذره، ولما خرج من عنده قال له "يعقوب": ما دعاك إلى تخطئني بين يدي "الواثق"؟ قال: ما سألتك عن شيء أظن بأحد جهله.
1 / 768