Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: (فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر) قال ابن حجر: استنبط منه المارودي أن التكبير لا يستحب للإمام، قال: ويدخل المسجد من أقرب أبوابه إلى المنبر، إلى أن قال: وزاد في رواية الزهري الآتية (طووا صحفهم)، ولمسلم من طريقه (إذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، وكان ابتداء طي الصحف عند ابتداء خروج الإمام وانتهاؤه بجلوسه على المنبر وهو أول سماعهم للذكر) والمراد به ما في الخطبة من المواعظ وغيرها، إلى أن قال: وقع في حديث ابن عمر صفة الصحف المذكورة، أخرجه أبو نعيم في الحلبة مرفوعا بلفظ (إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور وأقلام من نور) الحديث وهو دال على أن الملائكة المذكورين غير الحفظة، والمراد بطي الصحف طي صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة إلى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدعاء والخشوع ونحو ذلك، فإنه يكتبه الحافظان قطعا، إلى أن قال: وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم الحض على الاغتسال يوم الجمعة وفضله، وعليه يحمل ما أطلق في باقي الروايات من ترتب الفضل على التبكير من غير تقييد بالغسل، وفيه مراتب الناس في الفضائل بحسب أعمالهم، وأن القليل من الصدقة غير محتقر في الشرع، وأن التقرب بالإبل أفضل من التقرب بالبقر وهو بالاتفاق في الهدي، واختلف في الضحايا، إلخ.
Bogga 12