190

فقالت بلهفة: لا أحب أن أتخلى عنهم.

فقال بوضوح: ولن نحملك على ما تكرهين، ولكن أليس من الظلم أن يحرموا من حياة أفضل؟

فراحت تقضم أظافرها وهي لا تدري، فعاد الرجل يقول: لن نحملك على ما تكرهين.

وقال رضوان: اعتبري زيارتنا للتعارف والمودة.

وقال خضر: واعلمي أنك لست وحيدة، نحن أهلك أيضا، فكري على مهل فيما أعرضه عليك، تعالي معهم إذا شئت، زريهم في أي وقت، أو أبقيهم في كنفك، الأمر بيدك على أي حال.

50

ما إن غاب رنين جرس الدوكار حتى كان حلمي عبد الباسط في الدكان . سألها باهتمام: ماذا يريد السادة؟

لم يعد غريبا أن تباسطه في الحديث. كفت من زمن عن صده وتحديه. أصبح عادة يومية في حياتها، حتى قبحه لم يعد منفرا أو مزعجا. هكذا وافته بما لديها. وبادرها قائلا: عين الصواب. - أهجر أبنائي؟ - بل ترسليهم إلى حظهم السعيد. - ماذا تعرف عن قلب الأم؟ - الأمومة الحقة تضحية!

فقالت بمكر: ربما كان الأصوب أن أذهب معهم.

فهتف: معاذ الله! - إنهم أهلي أيضا. - ولكنك غريبة! أنت من بولاق وهم من الحسين، هنا عزتك وكرامتك.

Bog aan la aqoon