256

** الثالث عشر :

والمذنب لا يجوز الاقتداء به في ذنبه.

** الرابع عشر :

المطلوب ، وإن كان عهد الإمامة فالنبي أولى به ، روي أن خزيمة بن ثابت شهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم على وفق دعواه فقال صلى الله عليه وسلم : كيف شهدت لي؟ فقال : يا رسول الله إني أصدقك على الوحي النازل عليك من فوق سبع سموات ، أفلا أصدقك في هذا القدر؟ فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وسماه بذي الشهادتين ، ولو كانت المعصية جائزة على الأنبياء لما جازت تلك الشهادة.

المخالف تمسك في باب الاعتقاد بقوله ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) إلى قوله ( جعلا له شركاء ) [الأعراف : 190] وهذا يقتضي صدور الشرك عنهما. والجواب ما سيجيء في الأعراف إن شاء الله تعالى ، من أن الخطاب لقريش والمعنى : خلقكم من نفس قضى وجعل من جنسها زوجة عربية ليسكن إليها ، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح سميا أولادهما الأربعة بعبد مناف وعبد العزى وعبد الدار وعبد قصي. قالوا : إن إبراهيم لم يكن عالما بالله ولا باليوم الآخر لقوله ( هذا ربي ) [الأنعام : 77] ( ولكن ليطمئن قلبي ) [البقرة : 260] والجواب : هذا ربي استفهام منه بطريق الإنكار وقوله ( ليطمئن قلبي ) أراد به أن يؤكد علم اليقين بعين اليقين فليس الخبر كالمعاينة. قالوا ( فإن كنت في شك ) [يونس : 94] ( فلا تكونن من الممترين ) [البقرة : 147] يدل على أنه كان شاكا في الوحي قلنا : الخطاب له والمراد الأمة مثل ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ) [الطلاق : 1]. قالوا في باب التبليغ ( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ) [الأعلى : 6 ، 7] هذا الاستثناء يدل على النسيان. والجواب عنه أن هذا النسيان نوع من النسخ كما يجيء في تفسير قوله تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) [البقرة : 106]. قالوا ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) [الحج : 52] والجواب سوف يجيء في سورة الحج إن شاء الله تعالى : قالوا : ( عالم الغيب فلا يظهر ) إلى قوله ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) [الجن : 26 28] ولو لا الخوف من وقوع التخبيط في الوحي لم يستظهر بالرصد ، قلنا هذا عليكم لا لكم لدلالته على كونهم محفوظين عن التخبط. قالوا في باب الفتيا ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ) [الأنبياء : 78] و ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) [الأنفال : 67] ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) [التوبة : 43] قلنا : الجميع محمول على ترك الأولى ، وسوف يجيء قصة كل في موضعها على أنا نقول شعرا :

Bogga 258