فلا تنظر العين إلا إليه
ولا يقع الحكم إلا عليه
فنحن له وبه في يديه
وفي كل حال فإنا لديه لهذا ينكر ويعرف وينزه ويوصف . فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف ، ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه (1) فذلك غير العارف . ومنلم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه(1) فذلك الجاهل . وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها ، فإذا تجلى له(2) الحق فيها وأقره به وان تجلى له (2) في غيرها أنكره(3) وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر وهو عند نفسه أنه قدتأدب معه. فلا يعتقد معتقد إلهأإلا بما جعل في نفسه؛ فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم وما جعلوا فيها. فانظر: مراتب الناس في العلم بالله تعالى هو عين مراتبهم في الرؤية يوم القيامة . وقد أعلمتك بالسبب الموجب لذلك . فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه . فكن في نفسك هيولى لصور(4) المعتقدات كلها فإن الله (5) تعالى أوسع وأعظم من (6) أن يحصره عقد دون عقد فإنه يقول فأينما تولوا فثم وجه الله"وما ذكر أينا من أين.وذكر أن ثم وجهالله، ووجه الشيء حقيقته. فنبه بذلك قلوب العارفين(8) لئلا تشغلهم العوارض في الحياة الدنيا عن استحضار مثل هذا فإنه (42 - ب) لا يدري العبد في أي نفسء يقبض فقد يقبض(9) في وقت غفلة فلا يستوي مع من قبض على حضور . ثم إن العبد
Bogga 113