الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته (1)حال صلاته، وهو بعض مراتب وجه لحق من " أينما تولوا فثم وجه الله". فشطر المسجد الحرام منها ، ففيه وجه الله .
ولكن(2) لا تقل هو هنا (3) فقط، بل قف عندما أدركت والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام (4) والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة ا بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، وما ثم إلا الاعتقادات . فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عنه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة . فقد مرض وتألم أهل العناية - مع علمنا بأنهم سعداه أهل حق - في الحياة الدنيا . فمن عباد الله من تدركهم تلك الآلام في الحياة الأخرى في دار تسمى جهنم ،ومع هذا لا يقطع أحد من أهل العلم الذين كشفوا الأمر على ما هو عليه أنه لا يكون لهم في تلك الدار نعيم خاص بهم ، إما بفقد ألم كانوا يجدونه (5) فارتفع عنهم فيكون نعيمهم راحتهم عن(3 وجدان ذلك الألم ، أو يكون نعيم مستقل(7) زائد كنعيم أهل الجنان في الجنان والله أعلم (8).
Bogga 114