عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لان الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق(1) ذلك(2) أثرها. " قل هو الله أحد" من حيث عينه : " الله الصمد، من حيث استنادنا إليه : ولم يلد" من حيث هويته ونحن ، "ولم يولد" كذلك ولم يكن له كفوا أحد" كذلك . فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله : "الله أحد وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا . فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض. وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو عني عنها كما هو غني عنا. وما للحق نسب إلا هذه السورة،سورةالإخلاص، وفي ذلك نزلت . فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة ، وأحدية الله من حيث الغنى عنا وعن الأسماء أحدية العين ، وكلاهما يطلق عليه الاسم (1-38) الأحد(3) ، فاعلم ذلك . فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال (4) إلا دلائل لك(5) عليك وعليه لتعرف من آنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله ، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض، وحتى تعلم من أين آو من أي حقيقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمين، واتصف العالم بالغناء أي بغناء بعضه عنبعض من وجه ما هو عين ما افتقر إلى بعضه به . فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شك افتقارا ذاتيا . وآعظم الاسباب له سببية الحق : ولا سببية للحق يفتقر العالم إليها سوى الأسماء الإلهية . والاسماء الإلهية كل اسم يفتقرالعالم إليه
Bogga 105