يظهر الظل فيكون كما بقي من الممكنات التيما ظهر لها عين في الوجود . ثم جعلنا الشمس عليه دليلا، وهو اسمه النور الذي قلناه ، (36 - ب) ويشهد له(1).
الحس : فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور . "ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرأ": وانما قبضه إليه لأنه ظله، فمنه ظهر وإليه يرجع الأمر كله(2). فهو هو لا غيره. فكل ما ندركه (3) فهو وجود الحق في أعيان الممكنات . فمن حيث هوية الحق هو4 وجوده ، ومن حيث اختلاف الصور(5) فيه هو أعيان الممكنات . فكما لا يزول عنه باختلاف الصور اسم الظل ، كذلك لا يزول باختلاف الصور اسم العالم أو(6 اسم سوى الحق . فمن حيث أحدية كونه ظلا هو الحق،لأنه الواحد الأحد. ومن احيث كثرة الصور هو العالم ، فتفطن وتحقق ما أوضحته لك. وإذا كان الأمر على ما ذكرته لك فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي، وهذا معنى الخيال. أي خيل لك أن أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس كذلك في نفس الأمر . ألا تراه في الحس متصلا بالشخص الذي امتد عنه ، يستحيل عليه الانفكاك عن ذلك الاتصال لأنه يستحيل على الشيء الانفكاك عن ذاته ؟ فاعرف عينك ومن أنت وما هويتك وما نسبتك إلى الحق، وبما أنت حق وبما أنت عالم وسوى وغير وما شا كل هذه الألفاظ. وفي هذا يتفاضل العلماء ؛ فعالم وأعلم.فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير،وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج(7) يتلون بلونه ،وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه. ضرب (37 -1) مثال
Bogga 103