الممكنات : عليها امتد هذا الظل ، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات . ولكن باسمه النور وقع الإدراك وامتد (1) هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . ألا ترى (31 -1) الظلال تضرب إلى السواد تشير (2) إلى ما فيها من الخفاء لبعد (3) المناسبة بينها وبين أشخاص من هي ظل له ؟ . وإن كان الشخص أبيض فظله (4) بهذه المثابة .
الا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير(5) ما يدركها الحس من اللونية، وليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة . وكذلك أعيان الممكنات ليست نيرة لانها معدومة وإن اتصفت بالثبوت لكن لم تتصف بالوجود اذ الجود نور . غير أن الأجسام النيرة يعطي فيها البعد في الحس صغرا (6) فهذا تأثير آخر للبعد . فلا يدركها الحس إلا صغيرة الحجم وهي في أعيانها كبيرة عن ذلك القدر وأكثر كميات ، كما يعلم بالدليل أن الشمس مثل الأرض في الجرم مائة وستين (7) مرة ، وهي في الحس على قدر جرم الترس مثلا . فهذا أثر البعد أيضا . فما يعلم من العالم إلا قدر ما يعلم من الظلال ، ويجهل من الحق على قدر ما يجهل من الشخص الذي عنه كان ذلك الظل . فمن حيث هو ظل له يعلم ، ومن حيث ما يجهل ما في ذات ذلك الظل من صورة شخص من امتد عنه يجهل من الحق . فلذلك نقول إن الحق معلوم لنا من وجه مجهول (8).
لنا من وجه : " ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا أي يكون فيه بالقوة . يقول ما كان الحق ليتجلى للممكنات حتى
Bogga 102