فيجوز العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه إن أصاب كظهور العلم في صورة اللبن . فعبر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم فتأول أي قال : مآل (1) هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم .
ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة فسجي (2) وغاب عن الحاضرين عنده : فإذا سري عنه رد . فما أدركه الا في حضرة الخيال ، إلا أنه لا يسمى نائما . وكذلك إذا (35 -1) تمثل له ا الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال ، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك فدخل في صورة إنسان . فعبره (3) الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية ، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم (4) دينكم . وقد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها . ثم قال هذا جبريل فاعتبر (5) الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها . فهو صادق في المقالتين: صدق للعين (6) في العين الحسية ، وصدق في أن هذا جبريل ، فإنه جبريل بلا شك . وقال يوسف عليه السلام : "إني رأيت: أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " : فرأى إخوته في صورة الكواكب ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر . هذا من جهة يوسف ولو كان من جهة . المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مرادا لهم . فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في (7) خزانة خياله ، ، وعلم ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال : "يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدأ"ثم برا
Bogga 100