فشيبه "كما أمرت (1)" فإنه لا يدري هل أمر بما يوافق الإرادة فيقع أو بما يخالف الإرادة فلا يقع . ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلا بعد وقوع المراد إلا من كشف الله عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما يراه . وهذا قد يكون لآحاد الناس في آوقات لا يكون مستصحبا . قال : "ما أدري ما يفعل بي ولا بكم ، فصرح بالحجاب و ليس المقصود (2) إلا أن يطلع في أمر خاص لا غير (3) .
9 - فص حكمة نورية في كلمة يوسفية
هذه الحكمة النورية انبساط نورها على حضرة الخيال وهو أول مبادئ الوحي الإلهي في أهل العناية . تقول عائشة رضي الله عنها : "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من (4) الوحي الرؤيا الصادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا خرجت مثل فلق الصبح " تقول لا خفاء بها . وإلى هنا بلغ علمها لا غير . وكانت (5) المدة له في ذلك ستة أشهر ثم جاءه (6) الملك ، وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : و إن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، وكل ما يرى في حال النوم فهو من ذلك القبيل ، وإن اختلفت الأحوال . فمضى قولها (7) ستة أشهر ، بل عمره كله في الدنيا بتلك المثابة: انما هو منام في منام . وكل ما ورد من هذا القبيل فهو المسمى عالم الخيال ولهذا يعبر ، أي الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة غيرها
Bogga 99