أي عادتك . ومعقول العادة أن يعود الأمر بعينه إلى حاله : وهذا ليس ثم فإن العادة تكرار . لكن العادة (1) حقيقة معقولة ، والتشابه في الصور موجود : فنحن نعلم أن زيدأ عين عمرو في الإنسانية وما عادت بالإنسانية ، إذ لو عادت تكثرت وهي حقيقة واحدة والواحد لا يتكثر في نفسه . ونعلم أن زيدا ليس عين عمرو في الشخصية : فشخص (2) زيد ليس شخص (2) عمرو مع تحقيق (33 - ب) وجود الشخصية بما هي شخصية في الاثنين . فنقول في الحس عادت لهذا الشبه ، ونقول في الحكم الصحيح لم تعد . فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه ، كما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أيضا حال في الممكن من أحوال الممكن . وهذه (3) مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ، أي أغفلوا إيضاحها على ما ينبغي لا أنهم (4) جهلوها فإنها من سر القدر المتحكم في الخلائق .
واعلم أنه كما يقال في الطبيب إنه خادم الطبيعة كذلك يقال في الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهي في العموم ، وهم في نفس الأمر خادمو أحوال الممكنات . وخدمتهم من جملة أحوالهم التي هم عليها في حال ثبوت أعيانهم فانظر ما أعجب هذا ! إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما باحال أو بالقول ، فإن الطبيب إنما يصح أن يقال فيه خادم الطبيعة لو مشى بحكم المساعدة لها ، فإن الطبيعة قد أعطت في جسم المريض مزاجا خاصا به سمي (5) مريضا ، فلو ساعدها الطبيب خدمة لزاد في كمية المرض
Bogga 97