عقولهم وروحانيتهم فإنها غيب . "ونهارأ " دعاهم أيضا من حيث ظاهر (1 صورهم وحسهم ، وما جمع في الدعوة مثل وليس كمثله شيء" فنفرت بواطنهم لهذا الفرقان فزادهم فرارا . ثم قال عن نفسه إنه (2) دعاهم ليغفر لهم لا ليكشف (18-1) لهم ، وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم. لذلك وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم ، وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها فأجابوا دعوته بالفعل لا بلبيك. ففي "ليس كمثله شيء إثبات المثل ونفيه، وبهذا قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم إنه أوتي جوامع الكلم . فما دعا محمد صلى الله عليه وسلم قومه ليلا ونهارا ، بل دعاهم ليلا في نهار ونهارا في ليل . فقال نوح في حكمته لقومه : "يرسل السماء عليكم، مدرارا " وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري ، "ويمددكم بأموال أي بما (3) يميل بكم إليه فاذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه . فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرف ، ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف . فلهذا انقسم الناس إلى غير عالم وعالم.
وولده وهو ما أنتجه لهم نظرهم الفكري . والأمر موقوف علمه على المشاهدة بعيد عن نتائج الفكر . " إلا خسارأ ، فما ربحت تجارتهم ، فزال عنهم ما كان في أيديهم مما كانوا يتخيلون أنه ملك لهم : وهو في المحمديين وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ، ، وفي نوح وألا تتخذوا من دوني وكيلا * فأثبت الملك لهم والوكالة لله فيهم . فهم مستخلفون فيه (4) .
فالملك لله وهو وكيلهم ، فالملك لهم وذلك ملك الاستخلاف . وبهذا كان (18 - ب) الحق تعالى (5) مالك (6) الملك كما قال الترمذي رحمه الله. " ومكروا مكرا كبارا " ، لأن الدعوة إلى الله تعالى مكر بالمدعو
Bogga 71