فان قلت بالتنزيه كنت مقيدا
وإن قلت بالتشبيه كنت محددا
وإن قلت بالأمرين كنت مسددا
وكنت إماما في المعارف سيدا
فمن قال بالإشفاع كان مشركا
ومن قال بالإفراد كاين موحدا
فاياك والتشبيه إن كنت ثانيا
وإياك والتنزيه إن كنت مفردا
فما أنت هو: بل أنت هو وتراه في
عين الأمور مسرحا ومقيدا
قال الله تعالى"ليس كمثله شيء" فنزه ، "وهو السميع البصير، فشبه . وقال قعالى "ليس كمثله شيء " فشبه وثنى ، "وهو السميع البصير ، فنزه وأفرد 17 - ب) لو أن نوحا عليه السلام(1) جمع لقومه بين الدعوتين لأجابوه : فدعاهم جهارا ثم دعاهم إسرارا ، ثم قال لهم : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا " . وقال : "دعوت0 (2) قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا" . وذكر عن قومه أنهم تصامموا عن دعوته لعلمهم بما يجب عليهم من إجابة دعوته . فعلم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه من الثناء عليهم بلسان الذم ، وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان ، والأمر قرآن لا فرقان ، ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه (4) . فإن القرآن يتضمن الفرقان والفرقان لا يتضمن القرآن . ولهذا ما اختص بالقرآن إلا محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس . "فليس كمثله شيء " يجمع (5) الامرين في أمر واحد . فلو أن نوحا يأتي بمثل هذه الآية لفظا أجابوه ، فإنه شبه ونزه آية واحدة ، بل في نصف آية . ونوح دعا قومه و ليلا " من حيث
Bogga 70